آخبار عاجل

كيف نتجنب الشجار اليومي مع أطفالنا  ونحن ننتقدهم ؟ .. ابنى لا يكفي أن أحبك للكاتبة سلوى المؤيد (26)

13 - 03 - 2021 2:59 3642

لو قمنا بتسجيل حوارنا مع ابنائنا طوال اليوم لوجدنا أن اغلبه أوامر صادرة منا اليهم لاداء واجباتهم اليومية ولن يزيد هذا الحوار عن هذه العبارات “اسرع في ارتداء ملابسك” قميصك متسخ اذهب وارتد غيره أنه طعامك اجلس بطريقة صحيحة اذهب وامشط شعرك المنكوش لا تنسي سندويتشك   استعجل وإلا تأخرت عن المدرسة ربت العابك ابدأ في اداء واجباتك المدرسية انهض لتستحم البس بيجامتك اترك أختك ولا تتحرش بها اذهب إلي النوم إذن سيتضح لنا من هذا التسجيل أن حديثنا مع ابنائنا اغلبه أوامر فلماذا نندهش إذا تظاهروا أنهم لا يسمعون هذه الأوامر؟
 الواقع أن مسئوليتنا كآباء لا تتطلب منا أن نعمل ٢٤ ساعة لكي نطور سلوك اطفالنا وانما علينا فقط أن نعلمهم السلوك الصحيح ونضع لهم الحدود الضرورية لكي لا يتجاوزها فيسيئوا إلي أنفسهم وإلينا لا أن نحول حياتنا معهم إلي محاضرات عليهم الاصغاء اليها وتنفيذها لأنهم سيتحولون بذلك إلي آلات مبرمجة لا كائنات مستقلة لها قدرة علي التفيكر والابداع واتخاذ قراراتها بنفسها وتحمل نتائج هذه القرارات إذا لا تتيح أكثر محاضرات الآباء للابناء المجال للحوار بينهم وبين ابنائهم لأنها تكون علي شكل أوامر تسير في اتجاه واحد فقط ومهمة الابناء أن يطيعوا دون أن يناقشوا وهذا ما يدفعهم إلي أن يتظاهروة بالصمم أو أن يستعدوا لمواجهتنا بتحد واضح لما نسببه من استفزاز يومي لهم وفي النهاية سنجد أنفسنا نقوم عنهم باعمالهم بدل أن نعلمهم كيف يعتمدون علي أنفسهم للقيام بها .
وكمثال علي ذلك ساورد هذا المثال الذي يتكرر تقريباً في كل أسرة.
 ذهبت الأم إلي غرفة ابنها لكي توقظة ليذهب إلي المدرسة إلا أنه اخذ يئن قائلاً: ألبسيني  ملابسي لا أستطيع أن ارتديها بنفسي .
ردت الأم : أنت قادر بالتأكيد لكنك كسول دائماً هكذا انهض بسرعة .
 رد الولد مدافعاً عن نفسه: لا أنا غير كسول
 قالت الأم: إذن ماذا أنت لقد بلغت الخامسة من عمرك وتستطيع ارتداء ملابسك بنفسك .
 احتج  الابن قائلا: أنا لم اصل إلي الخامسة بعد لازال سني اربع سنوات وتسعة اشهر فقط .
 اجابته أمه: دع عنك ذلك اخوك أحمد لايزيد عمره عن ثلاثة سنوات ونصف ومع ذلك يرتدي ملابسه بنفسه والآن انهض بسرعة وإلا تأخرنا .
قال الابن وهو يتظاهر بعدم المبالاة: من يهتم دعيني أتأخر 
 ردت الأم بعد أن نفذ صبرها وهي تضع القميص علي رأس ابنها : كما أن تعبة منك ومن سخافة تصرفاتك .
رد عليها ابنها غاضباً: أنت خبيثة أنا أكرهك اذهبي عني .
ويتكرر مثل هذا الموقف بالنسبة لواجبات يومية اخري علي الاطفال القيام بها خلال يومهم مثل تناول الوجبات والاستحمام قبل النوم أو دراسة دروسهم أو مشاهدة التليفزيون ويتراوح حديثنا مع اطفالنا لاداء هذه  الواجبات ما بين حوار قصير هادئ أو حاد صادر منا لنفاد صبرنا معهم  وفي النهاية لايفوز احد من الآباء أو الابناء بهذا الاسلوب لأننا عندما نجعل اطفالنا يطيعوننا بالارغام والتهديد والعقاب فإنهم يصابون بحالة من اليأس تجعلهم يثيرون مواجهات اخري بيننا وبينهم ليثبتو لنا أنهم لازالوا اقوياء وأننا غير قادرين عليهم . ولو عدنا إلي الموقف الذي استعرضناه بين الأم وطفلها سنجد أن الأم بقولها لطفلها: أنت قادر بالتأكيد لكنك كسول دائماَ هكذا انهض بسرعة كأنه توحي له بأنه لازال صغيراً وعليه أن يعتمد عليه بكسله الذي يمارسه لذلك رد عليها بثورة : لا أنا غير كسول .
 انتقاد آخر وجهته الأم لطفلها عندما قالت له : إذن ماذا أنت لقد بلغت الخامسة من عمرك وتستطيع ارتداء ملابسك بنفسك .
فرد عليها قائلاً بعد أن ارتفعت حدة غضبه: أنا لم اصل الخامسة بعد لازال سني اربع سنوات وتسعة اشهر فقط.
وعندما قادت الأم خيبة املها في طفلها إلي مقارنته بشقيقه الاصغر رد عليها ابنها مدافعاً عن نفسه بقوله: من يهتم دعيني أتاخر .
 وعندما يئست والدته من روده وقالت له : أنا تعبة منك ومن سخافة تصرفاتك .
 رد عليها ابنها مدافعاً عن نفسه بيأس: أنت خبيثة أنا اكرهك  اذهبي عني .
وكان هدف الطفل من هذه الجملة الانتقام من والدته لأنها هاجمته وهي تدفعه لارتداء ملابسة أي لم تنجح هذه الأم في الوصول رلي الهدف الذي كانت تسعي إليه من وراء انتقاد ابنها وهو تطوير سلوكه .
 أن هدفنا ونحن نربي ابناءنا أن نجعلهم يشعرون بأنهم مسئولون عن أنفسهم لكي يتعاونوا معنا في اداء واجباتهم لا أن يكونوا كالانسان الآلي أو أن نذكرهم دائماً بواجباتهم فالحياة بهذا الاسلوب متعبة جداً للوالدين وتثير النكد والحدة في علاقاتهم بأبنائهم وبالطبع لا يمكننا أن نتفادي دائماً الصراع مع اطفالنا لأنا ما يريد أن يفعله الابناء يتعارض احياناً مع ما يريده منهم أباؤهم إذ قد نكون نحن في عجلة ويريدون هم أن يسيروا ببط وعندما نكون مشغولين بأمر هام يطلبون هم منا  عدة طلبات لكي نؤديها لهم .
 لكننا لو تمتعنا باطفالنا خمس دقائق أكثر خلال يومنا وثرنا عليهم وانتقدناهم خمس دقائق اقل فإننا نسير في الاتجاه الصحيح ولا أعتقد أننا قادرون علي أن نضبط كل شيء كما نريد لكننا نستطيع أن نقلل من مواجهاتنا اليومية العنيفة معهم فالطريقة التي نستخدم بها كلماتنا مع اطفالنا هي التي تحدد الطريقة التي نتوقعها كرد فعل ما نقوله لهم ففي المثال السابق تصرفت الأم بصورة تلقائية ولم تختر جملها لكي لاتشعر ابنها أنها تهاجمه ووجدنا النتيجة المتمثلة في رد فعل ابنها الدفاعي السلبي العنيف الذي لا يؤدي إلي النتيجة التي تهدف اليها  من تقويم سلوكه لكنها لو فكرت في كلماتها قبل أن توجهها اليه بأن تقترح عليه قائلة : سأتركك ترتدي ملابس وإذا تأخرت عن المدرسة ستجد نتيجة ما تفعله عقاباً من المدرسة أنت مسئول عن نفسك لا أنا .
فإنها ستشعره بأنه شخص كبير ومسئول عن نفسه وأنه سيتحمل نتيجة تقصيره وهو عقاب المدرسة وستحصل بذلك علي النتيجة الايجابية المطلوبة.

 



شبكة Gulf 24 منصة إعلامية متميزة تغطى أخبار دول مجلس التعاون الخليجي والوطن العربي والعالم تضم بين صفحاتها الرقمية وأبوابها المتنوعة كل ما تحتاجه لتصبح قريباً من ميدان الحدث حيث نوافيك على مدار الساعة بالخبر والتحليل ونسعى أن نصبح نافذتك إلاخبارية التى تمنحك رؤية راصدة تجعل العالم بين يديك ومهما كانت افكارك واهتماماتك. سواء في حقل السياسية، الاقتصاد، الثقافة

جميع الحقوق محفوظه لشبكه Gulf 24 الاخبارية

Gulf 24 © Copyright 2018, All Rights Reserved